حتة مزيكا من جوه

Wednesday, March 18, 2009

فيما يرى الراوى

لم يكن لقاءنا كما توقعت ,لم نجد نقطه التقاء وان تشابهت الافكار واتفقت الآراء لكن شئ ما لم افهم طبيعته حال دون حميمية اللقاء..ادركت حقيقه انتمائى اليه منذ الوهلة الاولى وجاءت برودة اصواتنا مؤكدة حدسى..لم اشعر بضيق مع شخص اكثر مما شعرت فى ذلك اليوم ..لكنى لم افكر فى كيفية الهروب كالعادة فقط اردت تمضيه بعض الوقت وغلفت احساسى بالوحده فى وجوده وقمعت المقارنات التى بدأ عقلى فى سردها..لم اهتم آنذاك لماذا ؟ وكيف سأنهى هذا اللقاء؟ تسمرت امام شبح ماض واستسلمت لغيامة قادمة لا محاله..وتذكرت تدفق الكلام مع الآخر وعيناه..وهروبى من نظرة افهم معناها جيدا واخشاه..وانه كلما زادت محاولات قمعى زاد انتشاره حولى..كم آلمنى انه لن يوجد من يجعلنى اطير بكل تلك الخفه غيره واستوقفتنى وافاقتنى تساؤلات ذلك الجالس امامى عن تلك اللى تختلى بنفسها من نفسها ..اطلقت تنهيده لم يلحظها بالطبع وانتهيت من وضع قناعى الزجاجى بإحكام وقلت فى نفسى :بعد عقد او اكثر ربما يصبح الآن ذكريات ,تاريخ ..وربما انساه قبل ان يصبح تاريخ...كان لقاءنا اشبه بتلك الحاله التى تدفعك للضغط على ارقام عشوائيه فى ليله صامته لتسأله عن احمد او محمد او حتى حارس البنايه!...مجرد صفحات تسجل فيها اللحظة نفسها دون ان تفسر ما قبلها ولا تضيف لما يأتى من بعدها شئ وان حذفت لن يعرفها احد ,كانت اجاباتى مقتضبه وكأننى اعاقب بالكلام و إقحام نفسى فى حوار لم ارد البدء فيه ..لم اشعر ان ثمة ما يستحق هدم اسوارى امامه ولم يحاول هو ..فقط اتقفنا الاّ نلتق دون اتفاق او لم يرد احد منا ان يعترف,لم يدم لقاءنا سوى ساعة,تخللتها فترات صمتى الطويله كمحاوله للتسلح امام نوبه تعترف بالاصفر والباهت والترابى إن امكن...لم افلح فى اصطناع الاستمتاع ولم احاول ..لم يكن غبيا ولم اكن مجامله ,حدث كل شئ بوضوح وعرفنا معا انه لا ولن توجد تلك الكيمياء الخاصه بالالفه وان للاندماج منطقه الخاص جدا و ان تلاق خيوط العقل ليس كافيا لاتمام عمل روائى مكتمل العناصر ..فلابد من عاملى الزمن والمكان غير ان للراوى رأى آخر يفصل بين الملابسات وليس للشخصيات سوى مجاراة الاحداث كيفما اتفق ولا نستطيع تجاهل ان للسرد شخصيته المستقله التى تحدد للقارئ اما ان يعى وجهة نظر المؤلف او يلقى بالروايه من اقرب نافذة! ربما كانت الاقطاب المتشابهة لا تتنافر فحسب وإنما تتشتت ولا تجد مجالا تنتشر فيه مغناطيستها الجاذبه فتموت باختناق فى الهويه!.., حينما استحال حدسى يقينا اعلنت تمردى على ذاتى قبل ان يغلفنى الفراغ واسقط فى وحل عقد نقصى واسميت ما مررت به محاوله للتشبث بالذات أو تداعى احلام أو ربما اوقات عصيبه ربما شئ اخر لم ادركه بعد, لا ادرى... نظرت اليه كمن افاق من غيبوبه او استعاد ذاكرته المفقودة , وضعت فنجان قهوتى تاركه فى بقاياه شوائب التصقت بروحى اثر هذا اللقاء المبتور متعلله باشتياقى للنوم العميق وانصرفت مسرعه دون ان نحدد موعد اخر محاوله ان اتمترس خلف قناعاتى اذا ما ارادت نفسى البدء فى سقوط جديد .

No comments: