حتة مزيكا من جوه

Monday, September 13, 2010

حينما رأيته


هكذا آراه جالساً بجانبى على طرف الكنبة فى حجرتى مرتدياً جلبابه السكرى ولحيته خفيفة، أمامنا صينية وعليها كوب شاى وعود نعناع أخضر، كان متكئاً على كف يده اليسرى ويحرك سبابته اليمنى حركة دائرية تتخلف عنها دوائر ضوء صغيرة منفصلة، وكنت أقرأ فى المصحف.

سألته: ماذا تفعل؟أهو متاح عندك اللعب بدوائر الضوء؟

فقال: لا، لا ألعب.

فقلت: وماذا تفعل إذاً؟

فرد: هكذا

وأخذ يحرك سبابته لأعلى ولأسفل كأنه يتلو الشهادة فى التحيات أثناء الصلاة، وكنت مازلت ممسكة بالمصحف

ثم توقف عن تحريك سبابته وسألنى عن اسم السورة التى أقرأها، فأخبرته أن أسمها " العشية"، فسألنى عن معناها فلم أرد وتابعت قراءة السورة، وكلما قرأت آية طلب منى أن أعيدها ثم أخذ يشير على بعض الكلمات ويسألنى عن معانيها.

فتوقفت فجأة وإلتفتت إليه وبصوت حازم قلت: "أبى، أعلم أنّك لست معنا فى الواقع وأنك لا تحدثنى الآن، لكن أخبرنى أنّك فى الجنة."

فنظر أمامه وابتسم ولم يرد...صمتت قليلاً وبإلحاح طفولى رددت: أخبرنى أنّك فى الجنة ولن أسأل ثانية

تلك المرة ابتسم إبتسامة أوسع وهز رأسه بالإيجاب وعانقنى ولم أستطع إلا أن أبتسم أنا أيضاً
الصورة لنهى رضا