حتة مزيكا من جوه

Wednesday, December 23, 2009

حاله


مجرد بغبغان كوكتيل...لونه اصفر فى رمادى.. جالنا هديه فى قفص من سنتين...من يوم ماوليفته ماتت بطل يزقزق...مبيطلعش صوت غير لما بيكون اللب عنده خلص فكأنه بيستصرخنا لانقاذه قبل مايموت من الجوع...كل ماجى احطله اكل , ومية اسيب الباب مفتوح كأنى نسيته وانا رايحه اغيرله المية وارجع وانا بتخيل القفص فاضى لكن برجع القاه ماسك فى القفص برجليه بيبص عالعصافير اللى على شجرة التوت اللى قدام البيت بخوف...كل يوم افتحله الباب واقول هيطير ارجع القاه لسه ماسك فى القفص برجليه...الظاهر انه من كتر الحبسه نسى انه عنده جناحات وبيعرف يطير....بس اكيد فى يوم غريزته هتدّله انه فى الاصل اتخلق حر بيعرف يطير...وان سعادته الحقيقيه هتبدأ لحظة ما يبطل يبص بخوف من ورا القفص ....ويمر من الباب ...ويعدى الخطوة اللى بتفصل بينه وبين السما...طول ما عنده جناحات وطول م الباب مفتوح

............

Saturday, November 21, 2009

من غير رتوش


الشئ الشفاف لون طعمه جميل..جمال ايام زمان..هدوء الشوارع فى نص الليل...وسع الفراغ بين ضفتين النيل..كل شئ نضيف ..الرصيف ..السحاب..وشوش الناس..موسيقى خفيفه فى البرنامج الموسيقى الصبح ..اديش كان فيه ناس وصوت فيروز يرفعنى زى غصن شجرة كافور لفوق طالع للسما .ضحكة تدغدغ روحك وهيا طالعه من القلب مع صحاب ترتاحلهم وترتاح معاهم..حزن جميل ساعه عصريه تحت شمس الشتا..حزن له لمعه فى العيون مبيوجعش ولا يبكّى.. بينقّى..يفوّق مبيخدعش, يوصلنى لحكمة الأشياء انه مش مهم اننا توهنا المهم نعرف نلاقى الطريق بعد التوهه وان كل خطوة لقدام رغم النزيف بتفتح ابواب نجاة... لحظة دافيه بكلمة كبيرة تخطف زى الحضن..حضن امى ساعه صلاة العيد..ونظرة ابويا حنينه ...لحظة دافيه زى احساس البيت بيلمنّا..بعد غياب طويل مقصود كان أو هروب..احساس بالرضا يولّد فرحه بعيد عن الجرى والتلاهى والدوشه...تفتح نفسى عالحياة من اول وجديد..واسامحنى واسامح كل الدنيا ..اطير لفوق أو لتحت اى اتجاه من غير جسم مربوط..ولا حيطان وسقف وحب مشروط...اكونّى أنا من غير رتوش

.......
الصورة لسارة يحيى

Sunday, October 04, 2009

تأملات


تجلس القرفصاء على ارضيه حجرتها..تحاول عبثا ان تركز فى نقطة وهمية محددة..تعرف انها لا تريد اكثر من اضاعه الوقت فلقد علمت انها ستمر بتلك المرحله عاجلا ام اجلا لذا استعدت قبل ان يأتيها اليقينتركز اكثر فى البقع الضوئيه التى تظهر وتختفى وتعود مجددا ...احمر ..اصفر..فسفورى...ابيض تماما...شيئا فشيئا تتلاشى تلك السخافات التى ملأت رأسها فى الآونة الأخيرة...تحاول التركيز اكثر فلا جدوى من الانسياق خلف فقاعات الهواء الفارغه فمصيرها الى التبخر حينما تصل الى مستوى معين من الارتقاء لاعلى....جائها رنين الهاتف ليقطع عليها اندماجها...تمنت ان يكون الزمن الذى انفلت من بين يديها دون ان تشعر...علّه اراد تعويضها عما فاتها او ان يعقد معها هدنه..لم تنتبه الا عندما انقطع الرنين فأغلقت الهاتف دون ان يساورها فضول لتعرف من...هى بحاجة الى الاسترخاء الشديد,لا اصوات ,لا كلمات,لا حركة اطلاقا...سئمت تقديم المبررات لعقول مريضه تتخد من كل ماهو تلقائى وبرئ دليل ادانة..سئمت من الاشفاق على نفوس معقدة لا ترى غير احتياجها لاشباع عقد نقصها...لا تريد سوى ان تعتزل كل ماهو مسبب للقلق والاضطراب فلم تعتد يوما على كل ذلك الصخب الذى ملأ حياتها فجأة بعد ان كان اكثر مايريحها هو ان تتأمل السماء فترة فتصبح جزءً منها ...لا تدرى لما تذكرت سعادتها بخلوتها قديما الآن ولا تعرف متى بدأ الهروب منها والبحث عن مرفأ يريحها من نفسها...لكن تذكر انه فى البدء كانت تؤلمها وحدتها فى حضرته وانشغاله عنها بمقالاته واصدقائه واصلاح المروحه و التحدث عن الانتخابات والاحوال السيئه للمنطقه واحوال مصر التى لا تحتاج لمؤلف او قارئ فالكل يعرف مصيرها والكل لا يأبه لذلك...وفى النهايه استكانت لتلك الوحده وبدأت تبحث عنه لتعتاد عليها معه واحبت ذلك الصمت الطويل الذى لم تكن تقطعه سوى المشاجرات على اتفه الاسباب...ياله من احمق اذ انتظر منها عطاءً بعد كل ما هدمه داخلها !!!احمر..اصفر ...فسفورى...ابيض تماما...اهدئى تماما... انتهى كل شئ ..نفس عميق..شهيق..زفير...نعم هكذا .. اخرجيه ببطء...شعرت بدوار..لن تستسلم لهذه الافكار الخزعبليه بعد الآن...تتمرن على التخلص من الجنون..وكانت اول خطوة تدمير كل شئ حتى تتخلص من جنون العودة...تركت العشوائيه توأد حبها كما ولدته..لم يكن عليها سوى ترك كل شئ ليدمر نفسه بنفسه...وانهت كل ذلك الالم الذى سمحت له ان يسببه لها ...لم تعد تؤلمها نظراته الشارده عنها ولا تجاهله اياها ولم تعد تأبه ان لم يسأل عنها يوما يومين او شهرا...لم تتسائل كيف تخلصت من كل ذلك الحزن بكل تلك البساطة وبعد كل ذلك الصبر ..لم تندهش كيف تحول كل ذلك المرار الى ابتسامه صافيه ومسامحه عند الوداع....تعتقد الان انها اخذت نصيبها من الحزن كاملا منذ ان عرفته ولم يبق لها اى طاقه لتحزن ...ومادامت العبرة بالنهايات فلا داعى للتركيز فى التفاصيل فقط ترك كل شئ يمر بسلام وتلخيص ذلك الدرس فى ضرورة الاحتفاظ برصيد كاف من الابتسامات وكبسولات السعادة دون اسباب يكفيها ما اكتسبت من خبرة فى التعامل مع الالم وكيفيه مداوته...تشكره الان على كل ذلك الالم فقد خلصها من كل حنين قادم لا محاله...علّمها الاّ تنتظره ...علمها ان تسامح نفسها فهى احق بذلك منه...بعد كل شئ علمت ان هناك اشياء لا تطلب هى بالكاد تدرك....داهمها عقلها كالعادة وذكرها بأن كل شئ انتهى فعلا ولا تحتاج الان الا ان تهدأ كما يهدأ الماء داخل كوب او كما تستقر ريشه فوق سطح المكتب ..تريد لكل تلك الاضطرابات ان تثبت كما يثبت البندول بعد جيئه وذهاب....وماعليها الا ان تفرغ قلبها من كل ذلك الرمل والملح..وان تنسى كل اوهامها المرتبطه بوجوده....ان تريح نفسها من عذاب انتظاره وهو بجوارها بعد ان صفعت كل الابواب خلفه...اين البقع؟؟ لا بقع؟! حسنا..حان وقت الاسترخاء الحقيقى والالتحام بالذات... لا عليها الان سوى ان ترجع رأسها للخلف وتشكر شجرة الفل هذه التى لم يأت اوانها لتهديها اياه-ولن يأت-على كل مافعلته فى حياتها وان تترك رائحتها تغمر ثناياها ..ثناياها بمفردها بلا نيه الرجوع لرائحه القهوة والسهر والكلمات المتقاطعه...وتجميع ذرات الرمال لبناء قصرها المتهدم شكلا ومضمونا...هناك فقط رائحه النور والشمس وراحه البال.....تاركه نفسها لالحان عزفها قلبها منفردا بما اعطاه الله من قدرة على الاستمتاع بكل مايشعر دون ادنى ندم على ما اعطى وسوف يعطى...مالت برأسها للخلف وقررت ان تسلم رأسها لاحلامها فليس هناك من يستحق ان تنتازل عن نفسها لأجله ....مالت للخلف وقبل ان تغمض عينها ظهرت البقع ثانيه ..لا ليست بقع ولا اطياف ..انها نقطة حقيقيه ...اعتدلت فى جلستها..نعم انها هى ..لا احمر ..لا اصفر..لا فسفورى..فقط ابيض, ابيض تماما....الان فقط تستطيع ان تتركه يرحل من ذاكرتها بهدوء ...يرحل الى الابد.

Tuesday, August 04, 2009

إتكلمينى

أتحايل عالكلمة لجل ماتيجى و تنكتب
تستعصى عليا وتنطوى وتنفرد
واما انساها تجينى لحد عندى و تتظبط
أمسك فى اول الخيط واتسرسب
حبه فى حبه يجينى الوزن مترتب
ملهاشى لازمة القافيه
مادام الكلام ع القلب بينفد
متنصفنيش حتى الآخر
وفى عز الانسجام الكلام يتّاخر
باينها مفيهاش كوبليه
انتى هبله ولا ايه؟
ماهو يا تيجى يا متجيش
متجننيش..
يا كلمه بشويش ومتخافيش
متجهديش فيا الظنون
وبوحى بالصمت ميغلبكيش
اخرتها ايه غير كلبش فى ايد شاويش
وان كان قدرنا اللومان ماتبطليش
لا دق بالشواكيش يسكتك
ولا تهويش
سكوتك لو هييحيكى
اتكلمينى
وافتحيلى الشيش

Saturday, June 06, 2009

قلب فيونكايه


كان ياما كان قلب فيونكاية
مربوط يوماتى فى سهرايه
عاشق ومتعشق فى حكايه
حكايه ابن بلد شاربها بغنايا
صحيح بعيد فى اخر الدنيايا
وسكته ميّاله ورايحه وجاية
لكنى عشقاه عشق غيّه وغايه
يتلخبط لجل مايرتبنى ويايا
يتعبلى لجل ماانول منايا
اتعبتر ويلملمنى وابيحله هوايا
يشتى علينا الليل اوقات بهمومه النسايّه
نتجاهله بكلامنا اللى ف بعضه معشّق
ولحد مالفجر يشقشق
نقلّب احلامنا فى كوبايه
تصبح علينا الشمس بألف بوسه
وضحكايه...
يندهنى يا حبيبتى ويا صاحبى ويا هنايا
واجرى عليه اقوله انا جايه
احضن عنيه جامد...
والقاهم لروحى مرايه...

Wednesday, April 01, 2009

حبه حاجات كانت جوه

1

مابين فراق من بعيد
ولقا يواعد
يسيبنى هو ويقول نسيتك
وترجع انتا من غير مواعيد
تدق بابى وتقول لقيتك

2

من فرحتنا الكلام بينا مايخلص
تطيب لينا الحكاوى فى عز اللخمة
تحكيلى عن تلميذ فى الفصل وصوت الجرس
واهديلك بنت بضفاير مستنيه فى الزحمة

3
يفكر قلبى وياك ويدعبس عالمعنى
اعقل ياقلبى منتش قد المواجع
ولجل نصيب فى يوم هيجمعنا
القاك تقولّى
انا اصلى مش حمل الغربه
وخلاص راجع...

4

توحشنى بيك الضحكة تسكّت النهنهة
حتة مزيكا من جوه طالعه بحنيّه
الاقى فيك ارض لاحلامى متروقه
نتسامر شويه وحبه نغرق فى اغنيه

5

الم بيك عمرى من السكك المتبعزقه
فى يوم بردان ندّفى ببعضنا
نرتاح بقا م الشعلقه
نحكى كلامنا وفرحنا



6
روحى رايحه من البرد وعطشان للدفا
انام بين كفوفها..
البنت اللى بأحلامها بتتعايق
يشرق ويغرب من حيها
قلبى الزهقان من اللفلفه
خايف عليه بعد سنين شقا يموت عايق

7

اتاريها حاله حب مستعصيه
ايوة انتا هو وانا هى
حبيتك من غير اتجاهات وبعشوائيه
مقصدتش ادور عليك ولا كان فى النيه
يا موفق الالوان
انتا كمان غاوى بوهيمية...


Thursday, March 26, 2009

بس عادى


كنا متفقين منروحش الجامعه انهاردة اتصلت بيا الصبح وقالتلى انها رايحه الكليه واحلامى للصياعه اتأجلت ..اتخنقت شويه ,بس عادى.

قلت اقوم بقا اشوف هعمل ايه وكدة دخلت اشوف رسايلى عالميل وانا بقرا الرسايل الجديدة لقيته دخل اونلاين مكلمنيش وكنت عاوزة اكلمه مكلمتوش,قفلت الميل وخرجت ..اتخنقت شويه ,بس عادى.

المفروض اطبع ورق البحث فكتبته وصليت الضهر ونزلت اطبعه قعدت ادور على سيبر ملقتش المهم اضطريت امشى شارع طوييييييييل مرتين وبعد نص ساعه لقيت سيبر بالصدفه ..اتخنقت شويه ,بس عادى

بما انى عندى برد واقل مجهود بيهدنى قلت اركب ميكروباص للمترو مع انى بتمشى المسافه ديه هروبا من مراجيح الميكروباص ده غير ان المشى تحت الشمس حاجة صعبه جدا لما يكون عندك جيوب انفيه والجو تراب ..ملقتش ميكروباص فاضى يقفلى فمشيت ..يعنى يوم اما ارضى بالهم ياربى هو ميرضاش بيا امرى لله ..اتخنقت شويه ,بس عادى .

بعد عناء وصلت لمحطة المترو كانت الساعه 1 ومحاضرتى الساعه 2 ومحتاجة عالاقل ساعه ونص علشان اوصل للجامعه طبعا المحاضرة هيفوتنى نصها ..كان المفروض اطبع الورق من بليل عشان الحاجات اللى بتيجى مش وقتها ديه ..ماعلينا ,, اتخنقت شويه بس عادى .

سبحان الله والحمدلله لقيت مكان فاضى اقعد فيه قلت الدنيا هتبتدى تحلو هوب وصلنا محطة المطريه وابتدى سوق التلات و كل بياع بينده على بضاعته " حد عاوز شنطة مكياج شراب فوال شراب حنه شراب محجبات توك بنس اقلام روج اقلام كحل جميع الالوان كل حاجة بجنيه حد عايز يا جماعه ", "عسليه بنص حلى بقك بنص سادة وبسمسم بنص ","لبان بالنعناع والفراوله بنص حد عاوز يا جماعه قبل ما انزل "," لا اقولك بتلات ولا اربعه جنيه بيعه خالصه وبجنيه قلم بيكتب وبينور بجنيه " ثم بدأت وصله الشحاتين وورقهم المطبوع من نوعيه ابويا طلق امى وامى عندها شلل اطفال وبصرف على اخواتى التمانيه وكدة منتو عارفين القصه , سمعانى وانا بصرخ جوايا واقول ارحمونييييييي انا لازم اجيب ام بى ثرى وعشان ينقذنى من المورستان ده ..واتخنقت شويه ,بس عادى.

إيديا اتعورت من الورق ..طلع ولد بيبيع بلستر قلت اجيب واحدة وبطلع الفلوس من الشنطة اكتشف انى نسيت المحفظة فى الشنطة التانيه والشنطة مفيهاش غير ربع جنيه وانا مكانش معايا غير الفكة اللى كانت فى جيب البنطلون واللى طبعت بيها الورق .. اتخقنت شويه ,بس عادى.

عدى اليوم كويس وروحت سنكحه على نهى وقلت خلاص هروح البيت بقا وهاخد دش واعملى كبايه نسكافيه واتفرج على فيلم بحبه واسيب تأثيره يمسح كل اللى حصل النهارده..شغلت قص ولزق ,فضلت مستمتعه بالفيلم جدا لحد اخر لقطة ,اكتشفت ان الجنس عاملى عقدة وان اى مشهد حتى لو فيه بوسه بيخلى لمض مخى تنور قصدى تضلم و بيعملى ارتكاريه وبيحسسنى انى بعمل حاجة غلط وانى عاوزة المشهد يخلص بسرعه خصوصا لو فيه حد بيتفرج معايا .. قلت فى سرى مش لازم احس بالذنب انا ضحيه تصرفات من حولى وربنا يسامحكم يالى كنتم السبب ...اتخنقت شويه ,بس عادى.

بعد الفيلم ما خلص قلت اقوم اعملى سندويتشين جبنه مع كبايه شاى بلبن واذاكرلى كلمتين ..وجيت اشرب اول بق لقيت الشاى باللبن كارف على فنيك- مع العلم انى مشربتش فنيك قبل كدة -هو فيه ايه انهاردة ؟؟ ..قمت رميت الكبايه فى الحوض ..واتخنقت شويه ,بس عادى.

قلت والله منا مذاكرة وهنام ..خلاص مبدهاش وهو شكله يوم معفرت من اوله لاخره ومش هيظبط معايا قفلت النور والباب وبفرد البطانيه القالك فرح فى الشارع اللى ورانى بيبدأ يوم اسود ومنيل بستين نيله حتى النوم مش هنام هيا الناس ديه متعرفش ان فيه اختراع اسمه نوادى او حتى دار مناسبات ..وبدأ فنان الحشاشين يسلطنا " انا شارب سيجارة بنى بنى بنى وحاسس ان دماغى بتاكلنى قاعد فى الحارة بسقط والغسيل عمال ينقط والشارع اللى ورايا قدامى " حسبى الله ونعم الوكيل ...واتخنقت شويه بس عادى.

Wednesday, March 18, 2009

فيما يرى الراوى

لم يكن لقاءنا كما توقعت ,لم نجد نقطه التقاء وان تشابهت الافكار واتفقت الآراء لكن شئ ما لم افهم طبيعته حال دون حميمية اللقاء..ادركت حقيقه انتمائى اليه منذ الوهلة الاولى وجاءت برودة اصواتنا مؤكدة حدسى..لم اشعر بضيق مع شخص اكثر مما شعرت فى ذلك اليوم ..لكنى لم افكر فى كيفية الهروب كالعادة فقط اردت تمضيه بعض الوقت وغلفت احساسى بالوحده فى وجوده وقمعت المقارنات التى بدأ عقلى فى سردها..لم اهتم آنذاك لماذا ؟ وكيف سأنهى هذا اللقاء؟ تسمرت امام شبح ماض واستسلمت لغيامة قادمة لا محاله..وتذكرت تدفق الكلام مع الآخر وعيناه..وهروبى من نظرة افهم معناها جيدا واخشاه..وانه كلما زادت محاولات قمعى زاد انتشاره حولى..كم آلمنى انه لن يوجد من يجعلنى اطير بكل تلك الخفه غيره واستوقفتنى وافاقتنى تساؤلات ذلك الجالس امامى عن تلك اللى تختلى بنفسها من نفسها ..اطلقت تنهيده لم يلحظها بالطبع وانتهيت من وضع قناعى الزجاجى بإحكام وقلت فى نفسى :بعد عقد او اكثر ربما يصبح الآن ذكريات ,تاريخ ..وربما انساه قبل ان يصبح تاريخ...كان لقاءنا اشبه بتلك الحاله التى تدفعك للضغط على ارقام عشوائيه فى ليله صامته لتسأله عن احمد او محمد او حتى حارس البنايه!...مجرد صفحات تسجل فيها اللحظة نفسها دون ان تفسر ما قبلها ولا تضيف لما يأتى من بعدها شئ وان حذفت لن يعرفها احد ,كانت اجاباتى مقتضبه وكأننى اعاقب بالكلام و إقحام نفسى فى حوار لم ارد البدء فيه ..لم اشعر ان ثمة ما يستحق هدم اسوارى امامه ولم يحاول هو ..فقط اتقفنا الاّ نلتق دون اتفاق او لم يرد احد منا ان يعترف,لم يدم لقاءنا سوى ساعة,تخللتها فترات صمتى الطويله كمحاوله للتسلح امام نوبه تعترف بالاصفر والباهت والترابى إن امكن...لم افلح فى اصطناع الاستمتاع ولم احاول ..لم يكن غبيا ولم اكن مجامله ,حدث كل شئ بوضوح وعرفنا معا انه لا ولن توجد تلك الكيمياء الخاصه بالالفه وان للاندماج منطقه الخاص جدا و ان تلاق خيوط العقل ليس كافيا لاتمام عمل روائى مكتمل العناصر ..فلابد من عاملى الزمن والمكان غير ان للراوى رأى آخر يفصل بين الملابسات وليس للشخصيات سوى مجاراة الاحداث كيفما اتفق ولا نستطيع تجاهل ان للسرد شخصيته المستقله التى تحدد للقارئ اما ان يعى وجهة نظر المؤلف او يلقى بالروايه من اقرب نافذة! ربما كانت الاقطاب المتشابهة لا تتنافر فحسب وإنما تتشتت ولا تجد مجالا تنتشر فيه مغناطيستها الجاذبه فتموت باختناق فى الهويه!.., حينما استحال حدسى يقينا اعلنت تمردى على ذاتى قبل ان يغلفنى الفراغ واسقط فى وحل عقد نقصى واسميت ما مررت به محاوله للتشبث بالذات أو تداعى احلام أو ربما اوقات عصيبه ربما شئ اخر لم ادركه بعد, لا ادرى... نظرت اليه كمن افاق من غيبوبه او استعاد ذاكرته المفقودة , وضعت فنجان قهوتى تاركه فى بقاياه شوائب التصقت بروحى اثر هذا اللقاء المبتور متعلله باشتياقى للنوم العميق وانصرفت مسرعه دون ان نحدد موعد اخر محاوله ان اتمترس خلف قناعاتى اذا ما ارادت نفسى البدء فى سقوط جديد .

Saturday, February 07, 2009

بين ذلك وذاك

مؤشر يعلن كبت الإشتياق
انحطاط الطين ينذر بالإنتهاء
يتلهف المعصية تارة
وتارة يترفع عن الإنزلاق
مانعه الاقتراب من الهاوية حرف الهاء
انتظار فى ترقب علامات الوفاق
نار لهابها نار يخمدها ماء
تاركة القلب إلى غياهب النفس يُساق
يستجدى القدر ان يسرع فى الأداء
أو أن يحل الوثاق
نفس مغلغلة بسلاسل الاشتهاء
مانعة حصونها الروح من الاستغراق
نُثبت العقل الأبىّ كل الإباء
ألا يرتجف يقين الافتراق
وأنه قصر أم طال البقاء
لابد للجفاء من انبثاق
وأن الرحيل هو الوجه الآخر للقاء
ويوما سيأتى دور الثرى فى العناق
حكمة تنفست لها الروح الصعداء
متكأة عليها فى سبيل الإنعتاق
فطنت أن كلمات العشق رثاء
و كل شبق خطوة نحو الإنسحاق
وما تجمع التراب فوق تراب
إلا فناء