حتة مزيكا من جوه

Wednesday, January 20, 2010

شمس لا تغرب لعقل بلا شائبه

رصيف مبلل..اوراق شجر تلمع فى الظلام..اضواء اخر البلده من بعيد...رذاذ مطر خفيف..مستمر منذساعات....الشتاء يغطى كل شئ فى الشارع..اعمدة النور تقف وحيدة ..اشجار بلا اوراق تصطف على جانبى الرصيف..سيارات مغطاه امام بيوت بلا رواد...تتطاير اوراق ذابله فى كل الاتجاهات...تقف فى الشرفة تراقب كل حركة ..وسكون...صوت ارتطام حبات المطر بأسطح المنازل وكل ماهو كائن...درابزين مبلل,,زينة اعياد الميلاد فى البهو ..على الحائط ..مدلاة من كل زاويه..دقات الساعه تعلن انها الثانيه والنصف بعد منتصف الليل....سحب من حزن خفيف تلوح فى الافق...تغويها بعض الدميعات الشفافه بعيدا عند اخر نقطة فى الارض...ترتدى تلك القلادة فى عنقها ..لم تعد تثقل كاهلها بأحلام مبتورة...اختفت تلك الانحناءة الخفيفه من ظهرها..عنقها الان اطول..وجهها ممتلئ, نضر...اشراقه قلبها انعكست على حدقتيها تلقائيا فعرفت تلك اللمعه الطريق الى عينيها...انتشر ذلك السحر فى كل انسجة روحها بلا نيه مسبقه..اصبحت اضواء النهار لا ترهقها..الشمس الآن تريحها...تشتاق فقط لصوت جريان النهر..فنجان قهوة بالكريمة على مقهى..منفردة....تؤلمها سماعات الأذن ..تذهب فى الصباح الى محل انتيكات وتبتاع جرمافون ...تنتهى مقطوعه موسيقيه وتعاد من جديد...تتحرك طوال النهار بين عفش البيت بلا صوت..لا تريد ان تنافس دقات الساعه أو زنّة المبرد...دقات انفاسها تغطى على كل طنين..تضحك ملأ قلبها فلا تنشغل بما قد كان..وحينما تدمع عيناها تنبت الارض زهور قرنفل بيضاء....تتبعها قطتها الشيرازى فى كل مكان..تداعبها بذيل روبها الفضفاض...تكرّ بكرة خيط من الذكريات وتتركها تعبث بها دون ان تنهرها كما كانت تفعل قديما......صور قديمة ملونة تتداخل فى بعضها وفى الخلفيه معلق وراوٍ يسرد تاريخ كل صورة كأنها تعرض فى فيلم وثائقى..بقايا من اسبله متهدمة...مبانى القاهرة الفاطميه وازقتّها العتيقه..و رائحه بخور ممزوجه بتواشيح ....بيوت لها رائحه الفانيليا تغزل حكاياتها شوارع لها تأثير خاص ليس كمثله شئ مازال طعم القهوة فى فمها...بقايا من حديث قديم له الف عام...ماذا تقرئين؟ ترد: اقرأنى....يرين الصمت..تقطعه تمايلات ستائر شفافه...تتراقص معها سنوات العمر فى انسجام على خلفيه هدير المحيط... تدير مجموعه الحان جديدة...تترك النغمات تملأ اذنيها..التى كلّت من صخب كل حديث...وزحمة الايام ...تتناول سيجارة..تنفث دخانها غير عابئه...تقرأ شيئا عن يهود مصر وترحالهم ...تعود الى سيرتها الاولى..تقلب بين دفاترها...تحرك الصفحات بأصابعها الناعمة دون ان تلتفت لما هو مدون فيها..فقط تسمح لتلك الورود الجافه ان تتنفس فتعود نضره مجدداً...تركت الدفاتر جابنا بعيدا عن الآن وغدا.. بعد ان بُعثت كل الورود ..وعبق شذاها الهواء...سحبت ذلك الصندوق الأثرى الكبير واخرجت شال كشمير وضعته على كتفيها ...اخرجت دفتر جديد من ورقه واحده كتبت فى اول الصفحه بين علامتى تنصيص" الحياة ابسط من ان نقرأ ما بين سطورها" وراحت فى ما يشبه الحلم تراقب قطتها من عليين وهى تكرّ اخر خيط فى شالها.....